تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ} (11)

ثم قال لهذا الإنسان المستخفى بالليل السارب بالنهار مع علمى بعمله { له معقبات } من الملائكة ، { من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } ، يعنى بأمر الله من الإنس والجن مما لم يقدر أن يصيبه حتى تسلمه المقادير ، فإذا أراد الله أن يغير ما به لم تغن عنه المعقبات شيئا .

ثم قال : { إن الله لا يغير ما بقوم } من النعمة ، { حتى يغيروا ما بأنفسهم } ، يعني كفار مكة ، نظيرها من الأنفال : { ذلك بأن الله . . . } [ الأنفال :53 ] إلى آخر الآية .

والنعمة أنه بعث فيهم رسولا من أنفسهم ، وأطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوفن فغيروا هذه النعمةن فغير الله ما بهم ، فذلك قوله : { وإذا أراد الله بقوم سوءا } ، يعنى بالسوء العذاب ، { فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } [ آية :11 ] ، يعنى ولى يرد عنهم العذاب .