تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا} (71)

{ وإن منكم إلا واردها } ، يعنى وما منكم أحدا إلا داخلها ، يعنى جهنم ، البر والفاجر .

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن علقمة بن مرثد ، عن نافع بن الأزرق ، أنه سأل ابن عباس عن الورود ، فقال : يا نافع ، أما أنا وأنت ، فندخلها : فانظر هل نخرج منها أم لا ؟ .

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : للورود في القرآن أربعة مواضع ، يعنى به الدخول :

{ وإن منكم إلا واردها } [ مريم :71 ] ، يعنى داخلها .

{ فأوردهم النار } [ هود :98 ] ، يعنى فأدخلهم .

{ حصب جهنم أنتم لها واردون } [ الأنبياء :98 ] ، يعنى داخلون . { لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها } [ الأنبياء :99 ] ، يعنى ما دخلوها .

حدثنا عبيد الله ، فقال : حدثني أبي ، قال : حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، قال : يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ بردا وسلاما ، كما جعلها على إبراهيم ، عليه السلام ، فذلك قوله عز وجل : { كان على ربك حتما مقضيا } آية ، قال : قضاء واجبا قد قضاه في اللوح المحفوظ أنه كائن لا بد ، غير الأنبياء ، عليهم السلام ، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما .