تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} (219)

{ يسألونك عن الخمر والميسر } ، يعني القمار ، نزلت في عبد الرحمن بن عوف ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، ونفر من الأنصار ، رضي الله عنهم ، وذلك أن الرجل كان يقول في الجاهلية : أين أصحاب الجزور ، فيقوم نفر ، فيشترون الجزور ، فيجعلون لكل رجل منهم سهم ، ثم يقرعون ، فمن خرج سهمه يبرأ من الثمن ، حتى يبقى آخرهم رجلا ، فيكون ثمن الجزور كله عليه وحده ، ولا حق له في الجزور ، ويقتسم الجزور بقيتهم بينهم ، فذلك المسير ، قال سبحانه : { قل فيهما إثم كبير } ، في ركوبهما ، لأن فيهما ترك الصلاة ، وترك ذكر الله عز وجل ، وركوب المحارم ، ثم قال سبحانه : { ومنافع للناس } ، يعني بالمنافع اللذة والتجارة في ركوبهما قبل التحريم ، فلما حرمهما الله عز وجل ، قال : { وإثمهما } بعد التحريم ، { أكبر من نفعهما } ، قبل التحريم ، وأنزل الله عز وجل تحريمهما بعد هذه الآية بسنة ، والمنفعة في الميسر أن بعضهم ينتفع به ، وبعضهم يخسر ، يعني المقامر ، وإنما سمي الميسر ، لأنهم قالوا : يسروا لنا ثمن الجزور ، يقول الرجل : افعل كذا وكذا .

/خ219