تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (231)

{ وإذا طلقتم النساء } واحدة ، { فبلغن أجلهن } ، يعني انقضاء عدتهن من قبل أن تغتسل من قرئها الثالث ، { فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف } ، يعني بإحسان من غير ذرار ، فيوفيها المهر والمتعة ، نزلت في ثابت بن ياسر الأنصاري في الطعام والكسوة وغير ذلك ، فقال سبحانه : { ولا تمسكوهن ضرارا } ، وذلك أنه طلق امرأته ، فلما أرادت أن تبين منه راجعها ، فما زال يضارها بالطلاق ويراجعها ، يريد بذلك أن يمنعها من الزواج لتفتدي منه ، فذلك قوله سبحانه : { لتعتدوا } ، وكان ذلك عدوانا ، { ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا } ، يعني استهزاء فيما أمر الله عز وجل في كتابه من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، ولا تتخذوها لعبا ، { واذكروا } ، يعني واحفظوا { نعمت الله عليكم } بالإسلام ، { و } احفظوا { وما أنزل } الله { عليكم من الكتاب } ، يعني القرآن { والحكمة } والموعظة التي في القرآن من أمره ونهيه ، يقول : { يعظكم به } ، يعني بالقرآن ، { واتقوا الله } ، يعظكم فلا تعصوه فيهن ، ثم حذرهم ، فقال : { واعلموا أن الله بكل شيء } من أعمالكم { عليم } فيجزيكم بها .