جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (231)

{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } الأجل يطلق للمدة ولمنتهاها والبلوغ : الوصول ، وقد يقال للدنو على الاتساع ، وهو المراد هاهنا {[432]} ، { فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } : راجعوهن من غير ضرار ، { أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } : أو خلوهون لتنقضي عدتهن عدتهن من غير تطويل ، وهذا إعادة لبعض ما سبق للاهتمام به ، { وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً } : لا تراجعوهن إرادة {[433]} إضرارهن كما سبق { لَّتَعْتَدُواْ } لتظلموهن بالتطويل والإلجاء إلى الافتداء وهو عين الضرر {[434]} ، { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } بتعريضها للعقاب ، { وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً } كان الرجل يطلق أو يعتق أو ينكح فيقول : كنت {[435]} لاعبا فنزلت ، { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ } {[436]} : التي منها الهداية ، { وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ } : القرآن ، { وَالْحِكْمَةِ } : السنة ، وقيل : مواعظ القرآن ، أفردهما بالذكر لشرفهما { يَعِظُكُم بِهِ } : بما أنزل ، { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } تأكيد وتهديد .


[432]:فيصح قوله: "فأمسكوهن"، إذ لا إمساك بعد انقضاء العدة/12
[433]:فعلى ما فسرنا ضراراً مفعول له وقيل: حال بمعنى مضارين/12
[434]:إذ المراد تقييده/12
[435]:هكذا رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري وابن جرير أيضا عنه، وعن عبادة بن الصامت، وابن مردويه عن ابن عباس وفي الترمذي وأبي داود وابن ماجة قال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد، الطلاق والنكاح والعتاق"/12 [وهو حديث حسن، وانظر صحيح الجامع (3.27)، وراجع الإرواء (1826 و 2061)].
[436]:بأن تشكروها