{ وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهنّ } أي : قاربن انقضاء عدّتهن ولم يرد انقضاء العدّة حقيقة ؛ لأنّ العدّة إذا انقضت لم يكن للزوج إمساكها فالبلوغ ههنا بلوغ مقاربة . وفي قوله تعالى بعد ذلك : { فبلغن أجلهنّ فلا تعضلوهنّ } حقيقة انقضاء العدّة والبلوغ يتناول المعنيين ، يقال : بلغ المدينة إذا قرب منها وإذا دخلها { فأمسكوهنّ } بأن تراجعوهنّ { بمعروف } من غير ضرار ، وقيل : بأن يشهد على رجعتها وأن يراجعها بالقول لا بالوطء { أو سرّحوهنّ بمعروف } أي : اتركوهنّ حتى تنقضي عدّتهنّ ، فيكنّ أملك بأنفسهنّ { ولا تمسكوهنّ } بالرجعة وقوله تعالى : { ضراراً } مفعول له { لتعتدوا } أي : لا تقصدوا بالمراجعة المضارة بتطويل الحبس . نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يدعى ثابت بن يسار ، طلق امرأته حتى إذا قرب انقضاء عدّتها راجعها ثم طلقها بقصد مضارتها ، { ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } أي : أضرّ بها بتعريضها إلى عذاب الله ، وقرأ أبو الحارث الليث بإدغام اللام من يفعل في الذال حيث جاء والباقون بالإظهار { ولا تتخذوا آيات الله هزواً } أي : مهزؤاً بها بمخالفتها ؛ لأنّ كل من خالف أمر الشرع فهو متخذ آيات الله هزواً ، وقيل : كان الرجل يتزوّج ويطلق ويعتق ويقول : كنت ألعب فنزلت .
وروي عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث جدّهنّ جدّ : وهزلهنّ جدّ الطلاق والنكاح والرجعة ) { واذكروا نعمت الله عليكم } التي من جملتها الإسلام والإيمان وبعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم { وما أنزل عليكم من الكتاب } أي : القرآن { والحكمة } أي : السنة ، أفردهما بالذكر إظهاراً لشرفهما وذكرها مقابلتها بالشكر والقيام بحقوقها { يعظكم به } أي : بما أنزل عليكم ليدعوكم به إلى دينه { واتقوا الله واعلموا أنّ الله بكل شيء عليم } لا يخفى عليه شيء ففي ذلك تأكيد وتهديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.