ثم قال : { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النساء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } ، أي مضى عليهن ثلاث حيض قبل أن يغتسلن ، وقبل أن يخرجن من العدة ؛ { فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } ، يعني يراجعها ويمسكها بالإحسان . قوله : { أَوْ سَرّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } ؛ أو لا يراجعها ويتركها حتى تخرج من العدة . { وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا } ؛ والضرار في ذلك أن يدعها حتى إذا حاضت ثلاث حيض ، وأرادت أن تغتسل ، راجعها ثم طلقها ؛ يريد بذلك أن يطول عليها عدتها . فنهى الله عن ذلك فقال تعالى : { وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا } . { لّتَعْتَدُواْ } ، أي لتظلموهن . { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } الإضرار ، { فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } ، يقول : أضر بنفسه بمعصيته في الإضرار . وقال الزجاج : { فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } ، يعني عرَّض نفسه للعذاب ، لأن إتيان ما نهى الله عنه ، تعرض لعذاب الله ، لأن أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه .
ثم قال : { وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيات الله هُزُوًا } ، يعني القرآن لعباً . ويقال إنهم كانوا يطلقون ولا يعدون ذلك طلاقاً ، ويجعلونه لعباً ، فنزل : { وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيات الله هُزُوًا } . قرأ عاصم في رواية حفص : { هُزُواً } بغير همز ، وكذلك قوله : { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [ الصمد : 4 ] والباقون : بالهمز . وهما لغتان ، ومعناهما واحد . ثم قال تعالى : { واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ } ، يقول : احفظوا نعمة الله عليكم بالإسلام . { وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مّنَ الكتاب والحكمة } ، يقول : احفظوا ما ينزل الله عليكم في القرآن من المواعظ { والحكمة } يعني الفقه في القرآن { يَعِظُكُمْ بِهِ } ، يقول : ينهاكم عن الضرار .
{ واتقوا الله } في الضرار ، { واعلموا أَنَّ الله بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ } من أعمالكم فيجازيكم به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.