تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (39)

{ والذين كفروا } بتوحيد الله مثل { أعمالهم } الخبيثة { كسراب بقيعة } يعنى عز وجل بالسراب الذي يرى في الشمس بأرض قاع { يحسبه الظمئان } يعنى العطشان { ماء } فيطلبه ويظن أنه قادر عليه { حتى إذا جاءه } يعنى أتاه { لم يجده شيئا } فهكذا الكافر إذا انتهى إلى عمله يوم القيامة وجده لم يغن عنه شيئا ؛ لأنه عمله في غير إيمان ، كما لم يجد العطشان السراب شيئا حتى انتهى إليه ، فمات من العطش ، فهكذا الكافر يهلك يوم القيامة كما هلك العطشان حين انتهى إلى السراب ، يقول : { ووجد الله } جل جلاله بالمرصاد و { عنده } عمله { فوفاه حسابه } يقول : فجازاه بعمله لم يظلمه { والله سريع الحساب } آية يخوفه بالحساب كأنه قد كان ، نزلت في شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، وكان يلتمس الدين في الجاهلية ، ويلبس الصفر ، فكفر في الإسلام .