تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (39)

{ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة } قال مجاهد : وهو القاع القرقرة{[914]} .

{ يحسبه الظمآن } العطشان { ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا } والعطشان مثل الكافر ، والسراب [ مثل عمله ، يحسب أنه يغني عنه شيئا حتى يأتيه الموت ، فإذا جاءه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا ] إلا كما ينفع السراب العطشان .

قال محمد : القيعة والقاع عند أهل اللغة : ما انبسط من الأرض ، ولم يكن فيه نبات ، وهو الذي أراد مجاهد ، فالذي يسير فيه نصف النهار يرى كأن فيه ماء يجري ، وذلك هو السراب .

قوله : { ووجد الله عنده فوفاه حسابه } يعني : ثواب عمله ، وهو النار يوم القيامة { والله سريع الحساب( 39 ) } أي : قد جاء الحساب .


[914]:رواه الطبري (9/334)، (59/26).