جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (39)

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ } ، هو ما يرى في الفلاة وقت الظهيرة فيظن أنه ماء ، { بِقِيعَةٍ } ، هي بمعنى القاع ، وهو الأرض المستوية ، { يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ } : العطشان{[3538]} في القيامة ، { مَاء } ، فتوجه إليه ، { حَتَّى إِذَا جَاءهُ } : جاء السراب ، { لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا } : مما ظنه ، { وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ } : محاسبا إياه ، { فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ } : جزاء عمله ، { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ، لا يشغله حساب عن حساب كذلك الكفار يحسب أن عمله مغن عن عقاب الله ، فإذا جاء إليه ليغنيه عند الموت في أشد أوقات الحاجة لم يجد عمله ينفعه ووجد الله عنده ، أو وجد عقابه عنده ، فوفاه جزاء عمله ، فيجر إلى جهنم وبئس المهاد .


[3538]:يعني المشبه به سراب يراه العطشان في القيامة فيحسبه ماء فيأتيه فلا يجد إلا نقيض ما رجاه وقلنا العطشان في القيامة ليحصل التقرب من أول التشبيه، وتتمته وهو قوله {وجد الله عنده}إلخ وعلى هذا المشبه به أمر خيالي لا موجود فتأمل ولا تغفل /12 منه.