الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (39)

عَقَّبَ ذلك بذكر الكَفَرَةِ وأعمالهم .

فقال : { والذين كفروا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ } [ النور : 39 ] .

وهي جمع قاعٍ ، والقاع : المنخفض البساط من الأرض ، ويريد ب{ جَاءَهُ } : جاء موضعه الذي تَخَيَّلَهُ فيه ، ويحتمل أنْ يعوض الضمير في : { جَاءَهُ } على السراب ثم يكون في الكلام بعد ذلك متروك يَدُلُّ عليه الظاهر تقديره : فكذلك الكافر يومَ القيامة ، يَظُنُّ عملَه نافعاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .

وقوله : { وَوَجَدَ الله عِندَهُ } أي بالمجازات الضمير في { عِندَهُ } عائد على العَمَلِ ، وباقي الآية وعبدٌ بَيِّنٌ .