الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (39)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والذين كفروا أعمالهم كسراب } الآية . قال : هو مثل ضربه الله لرجل عطش ، فاشتد عطشه ، فرأى سراباً ، فحسبه ماء ، فظن أنه قدر عليه حتى أتى ، فلما أتاه لم يجده شيئاً وقبض . عند ذلك يقول الكافر : كذلك أن عمله يغني عنه أو نافعه شيئاً . ولا يكون على شيء حتى يأتيه الموت ، فأتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئاً ، ولم ينفعه إلا كما يقع العطشان المشتد إلى السراب { أو كظلمات في بحر لجي } قال : يعني بالظلمات : الأعمال . وبالبحر اللجي : قلب الإِنسان . { يغشاه موج } يعني بذلك الغشاوة التي على القلب ، والسمع والبصر .