أما المثل الدال على خيبته في الآخرة فذلك قوله : { والذين كفروا أعمالهم كسراب } قال الأزهري : هو ما يتراءى للعين وقت الضحى الأكبر في الفلوات شبهاً بالماء الجاري كأنه يسرب على وجه الأرض أي يذهب . وأما الآل فهو ما يتراءى في أول النهار . وظاهر كلام الخليل أنه لم يفرق بينهما . والقيعة بمعنى اللقاع وهو المستوى من الأرض . وقال الفراء : هي جمع قاع كجيرة في جار . والظمآن الشديد العطش ، ووجه التشبيه أن الكافر يأتي ببعض أعمال البر ويعتقد ثواباً عليه فإذا وافى عرصة القيامة ولم يجد الثواب بل وجد العقاب عظمت حسرته وتناهى غمه وحيرته فيشبه حاله حال الظمآن الذي تشتد حاجته إلى ما يحييه ويبقيه ، فإذا شاهد السراب تعلق قلبه به رجاءً للحياة ، فإذا جاءه ولم يجد شيئاً عظم غمه وطال حزنه ، قال مجاهد : السراب عمل الكافر وإتيانه إياه موته وفراقه الدنيا . وههنا سؤال وهو أنه كيف قال { جاءه } فأثبت أنه شيء لأن العدم لا يتصور المجيء إليه ثم قال { لم يجده شيئاً } فنفى كونه شيئاً ؟ والجواب أراد شيئاً نافعاً كما يقال " فلان ما عمل شيئاً " وإن كان قد اجتهد . أو المراد جاء موضع السراب فلم يجد هناك شيئاً وأراد أنه تخيل أولاً ضباباً وهباء شبه الماء وذلك بإعانة من شعاع الشمس فإذا قرب منه رق وانتثر وصار هواء وهذا قول الحكماء . قوله { ووجد الله } أي وجد عقاب الله أو زبانية الله يأخذونه فيصلونه إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق خلاف ما يتصور من الراحة والنعيم ، قيل : نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية كان قد تعبد ولبس المسوح والتمس الدين في الجاهلية ثم كفر في الإسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.