تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩} (60)

{ وإذا قيل لهم } لكفار مكة { اسجدوا للرحمن } عز وجل ، وذلك أن أبا جهل قال : يا محمد ، إن كنت تعلم الشعر ، فنحن عارفون لك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الشعر غير هذا ، إن هذا كلام الرحمن" عز وجل ، قال أبو جهل : بخ بخ أجل ، لعمر الله ، إنه لكلام الرحمن الذي باليمامة ، فهو يعلمك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الرحمن هو الله عز وجل ، الذي في السماء ، ومن عنده يأتي جبريل ، عليه السلام" فقال أبو جهل : يا آل غالب ، من يعذرني من ابن أبي كبشة ، يزعم أن ربه واحد ، وهو يقول : الله يعلمني ، والرحمن يعلمني ، ألستم تعلمون أن هذين إلهين ؟ قال الوليد بن المغيرة ، وعتبة ، وعقبة ، ما نعلم الله والرحمن إلا اسمين ، فأما الله فقد عرفناه ، وهو الذي خلق ما نرى ، وأما الرحمن فلا نعلمه إلا مسيلمة الكذاب ، ثم قال : يا ابن أبي كبشة ، تدعو إلى عبادة الرحمن الذي باليمامة . فأنزل الله عز وجل : { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن } يعنى صلوا للرحمن { قالوا وما الرحمن } فانكروه { أنسجد لما تأمرنا } يعنى نصلي للذي تأمرنا ، يعنون مسيلمة { وزادهم نفورا } آية ، يقول : زادهم ذكر الرحمن تباعدا من الإيمان .