بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩} (60)

قوله عز وجل : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسجدوا للرحمن } يعني : صلوا للرحمن . ويقال : اخضعوا له ووحدوه { قَالُواْ وَمَا الرحمن } يعني : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب قالوا : { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } لذلك الكذاب . قرأ حمزة والكسائي بالياء على معنى المغايبة وقرأ الباقون على المخاطبة { وَزَادَهُمْ نُفُوراً } يعني : زادهم ذكر الرحمن تباعداً عن الإيمان ، فمن قرأ بالياء ، فمعناه لما يأمرنا الرحمن بالسجود . ويقال : لما يأمرنا محمد ، يعني : لا نسجد لما يأمرنا كقوله : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى اليتامى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النسآء مثنى وثلاث وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فواحدة أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانكم ذلك أدنى أَلاَّ تَعُولُواْ } [ النساء : 3 ] يعني : من طاب لكم ، ومن قرأ بالتاء ، أراد به النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عبيد : هذا هو الوجه ، لأن المشركين خاطبوه بذلك ، وكانوا غير مقرين بالرحمن .