ثم أخبر سبحانه عنهم بأنهم جهلوا معنى الرحمن فقال : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسجدوا للرحمن قَالُواْ وَمَا الرحمن } قال المفسرون : إنهم قالوا ما نعرف الرحمن إلاّ رحمن اليمامة ، يعنون مسيلمة . قال الزجاج : الرحمن اسم من أسماء الله ، فلما سمعوه أنكروا ، فقالوا : وما الرحمن { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } ، والاستفهام للإنكار : أي لا نسجد للرحمن الذي تأمرنا بالسجود له ، ومن قرأ بالتحتية فالمعنى : أنسجد لما يأمرنا محمد بالسجود له . وقد قرأ المدنيون والبصريون { لِمَا تَأْمُرُنَا } بالفوقية ، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم ، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي بالتحتية . قال أبو عبيد : يعنون الرحمن . قال النحاس : وليس يجب أن يتأوّل على الكوفيين في قراءتهم هذا التأويل البعيد ، ولكن الأولى أن يكون التأويل لهم اسجدوا لما يأمرنا النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فتصح القراءة على هذا ، وإن كانت الأولى أبين .
{ وَزَادَهُمْ نُفُوراً } أي زادهم الأمر بالسجود نفوراً عن الدين وبعدً عنه ، وقيل زادهم ذكر الرحمن تباعداً من الإيمان ، كذا قال مقاتل ، والأوّل أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.