تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا} (20)

ثم ذكر المنافقين فقال عز وجل :{ يحسبون الأحزاب لم يذهبوا } وذلك أن الأحزاب الذي تحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، رضي الله عنهم ، في الخندق ، وكان أبو سفيان بن حرب على أهل مكة ، وكان على بني المصطلق وهم من خزاعة يزيد بن الحليس الخزاعي ، وكان على هوازن ، ومالك بن عوف النضري ، وكان على بني غطفان عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وكان على بني أسد طلحة بن خويلد الفقسي من بني أسد ، ثك كانت اليهود فقذف الله عز وجل في قلبوهم الرعب ، وأرسل عليهم ريحا وهي الصبا فجعلت تطفئ نيرانهم وتلقى أبنيتهم وأنزل جنودا لم تروها من الملائكة فكبروا في عسكرهم فلما سمعوا التكبير قذف الله تعالى الرعب في قلوبهم ، وقالوا : قد بدأ محمد بالشر فانصرفوا إلى مكة راجعين عن الخندق والرعب الذي نزل بهم في الخندق { وإن يأت الأحزاب } يعني وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال { يودوا } يعني يود المنافقين { لو أنهم بادون في الأعراب } ولم يشهدوا القتال { يسألون عن أنبائكم } يعني عن حديثكم وخير ما فعل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { ولو كانوا فيكم } يشهدون القتال { ما قاتلوا } يعني المنافقين { إلا قليلا } آية يقول : ما قاتلوا إلا رياء وسمعة من غير حسبة .