تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

ثم أخبر عن المنافقين ، فقال تعالى :{ أشحة عليكم } يقول : أشفقة من المنافقين عليكم حين يعوقونكم يا معشر المؤمنين ، ثم أخبر عنهم عند القتال أنهم أجبن الناس قلوبا وأضعفهم يقينا وأسوأهم ظنا بالله عز وجل { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف } وجاءت الغنيمة { سلقوكم } يعني رموكم ، يعني عبد الله بن أبي وأصحابه ، يقول :{ بألسنة حداد } يعني ألسنة سليطة باسطة بالشر يقولون : أعطونا الغنيمة فقد كنا معكم فلستم بأحق بها منا ، يقول الله عز وجل :{ أشحة على الخير } يعني الغنيمة { أولئك لم يؤمنوا } بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يصدقوا بتوحيد الله { فأحبط الله أعمالهم } يقول : أبطل جهادهم لأن أعملهم خبيثة وجهادهم لم يكن في إيمان { وكان ذلك } يعني حبط أعمالهم { على الله يسيرا } آية يعني هينا .