«لَمْ يذهبُوا » لم ينصرفوا عن قتالهم من غاية الجبنِ عند ذهابهم كأنهم غائبون حيث لا يقاتلون كقوله : { وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قاتلوا إِلاَّ قَلِيلاً } { وَإِن يَأْتِ الأحزاب } أي يرجعون إليهم للقتال بعد الذهاب{[43305]} { يودوا لو أَنهم بادون في الأعراب } من الخوف والجبن .
( قوله ){[43306]} : «بَادُونَ » هذه قراءة العامة جمع «باد » وهو المُقيم بالبادية يقال : بَدَا يَبْدُو بداوةً إذا خرج إلى البَادِيةٍ{[43307]} ، وقرأ عبدُ الله وابنُ عباس{[43308]} وطلحةُ وابنُ يَعْمُرَ بُدَّى - بضم الباء وفتح الدال مشدّدة - مقصوراً{[43309]} كَغَازٍ وغُزًّى ، وسَارٍ وسُرًّى . وليس بقياس ، وإنما قياسه في بادٍ وبُداةٍ ، كقَاضٍ وقُضَاةٍ ، ولكن حمل على الصحيح كقولهم : «ضُرَّب »{[43310]} . وروي عن ابن عباس قراءة ثانية بزنة «عُدًّى » وثالثة : «بَدَوا » فعلاً ماضياً{[43311]} .
( قوله ){[43312]} : «يَسْأَلُونَ » يجوز أن يكون مستأنفاً{[43313]} ، وأن يكون حالاً من فاعل «يَحْسَبُونَ »{[43314]} والعامة على سكون{[43315]} السين بعدها «همزة » ، ونقل ابن عطية عن أبي عمرو وعاصم بنقل حركة الهمزة إلى السين كقوله :
{ سَلْ بني إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم } [ البقرة : 211 ] وهذه ليست بالمشهورة عنهما ، ولعلها نقلت عنهما شاذة ، وإنما هي معروفة بالحسن والأعمش{[43316]} ، وقرأ زيدُ بنُ عَلِيٍّ والجَحْدَرِيُّ وقتادةُ والحَسَنُ «يَسَّاءلُونَ » بتشديد{[43317]} السين والأصل «يَتَسَاءَلُونَ » فأدغم ، أي يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً .
{ يسألون عن أنبائكم } أخباركم ، وما آل إليه أمركم «وَلَوْ كَانُوا » يعني هؤلاء المنافقين { فِيكُمْ مَا قاتلوا إِلاَّ قَلِيلاً } . أي يقاتلون قليلاً يقيمون به عذرهم فيقولون : قد قَاتَلْنَا ، قال الكَلْبَيُّ : «إِلاَّ قَلِيلاً » أي رمياً بالحجارة . وقال مقاتل : إلاَّ رياءً وسُمْعَةً من غير احتساب{[43318]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.