بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا} (20)

ثم قال عز وجل : { يَحْسَبُونَ الأحزاب لَمْ يَذْهَبُواْ } يعني : يظنون أن الجنود لم يذهبوا من الخوف والرعب { وَإِن يَأْتِ الأحزاب } مرة أخرى . ويقال : حكاية عن الماضي { يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأعراب } يعني : تمنوا أنهم خارجون في البادية مع الأعراب { يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ } يعني : عن أخباركم وأحاديثكم { وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ } يعني : معكم في القتال { مَّا قَاتَلُواْ إِلاَّ قَلِيلاً } رياءً وسمعةً من غير حسبة . وقرئ في الشاذ { يسَّألونَ } بتشديد السين وأصله يتساءلون أي : يسأل بعضهم بعضاً . وقراءة العامة { يُسألُونَ } لأنهم يسألون القادمين . ولا يسأل بعضهم بعضاً .