محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا} (20)

{ يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا } أي لم ينهزموا بما أرسل عليهم من الريح والجنود . وأن لهم عودة إليهم لخورهم واضطرابهم { وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ } أي مرة أخرى { يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ } أي فلا يذهبون إلى قتالهم ، ولا يستقرون في المدينة ، بل يتمنون أنهم خارجون إلى البدو بين الأعراب ، وإن لحقهم عار جبنهم { يَسْأَلُونَ } أي القادمين { عَنْ أَنبَائِكُمْ } أي عما جرى لكم . ثم أشار تعالى إلى أنه لا يضر خروجهم عن المدينة ، لو أتى الأحزاب ، بقوله : { وَلَوْ كَانُوا فِيكُم } أي في حدوث واقعة ثانية { مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا } أي رياء وخوفا من التعيير .