تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ} (6)

{ وانطلق الملأ منهم } : وهم سبعة وعشرون رجلا ، والملأ في كلام العرب الأشراف منهم الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية وأبي ابنا خلف ، وغيرهم ، فقال الوليد بن المغيرة :{ أن امشوا } إلى أبي طالب { واصبروا } : واثبتوا علي عبادة { آلهتكم } . نظيرها في الفرقان :{ لولا أن صبرنا عليها } [ الفرقان :42 ] يعني ثبتنا ، فقال الله عز وجل ، في الجواب :{ فإن يصبروا فالنار مثوى لهم } [ فصلت :24 ] ، فمشوا إلى أبي طالب ، فقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا وسيدنا في أنفسنا وقد رأيت ما فعلت السفهاء وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك ، فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه ، فقال أبو طالب : هؤلاء قومك ، يسألونك السواء فلا تمل كل الميل على قومك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وماذا يسألوني" ؟ قالوا : ارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم :" أعطوني أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب ، وتدن لكم بها العجم" ، فقال أبو جهل : لله أبوك لنعطينكها وعشرا معها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" قولوا لا إله إلا الله" فنفروا من ذلك ، فقاموا ، فقالوا : أجعل ، يعني وصف محمد الآلهة إلها واحدا أن تكون الآلهة واحدا { إن هذا لشيء } الأمر { يراد } .