قوله : { أَنِ امْشُواْ } : يجوزُ أَنْ تكونَ " أنْ " مصدريةً أي : انطلقوا بقولِهم : أن امْشُوا وأَنْ تكونَ مفسِّرةً : إمَّا ل انطلق لأنه ضُمِّنَ معنى القول . قال الزمخشريُّ : " لأنَّ المنطلقين عن مجلس التقاوُلِ/ لا بُدَّ لهم أَنْ يتكلموا ويتفاوضوا فيما جَرَى لهم " . انتهى . وقيل : بل هي مفسِّرةٌ لجملةٍ محذوفةٍ في محلِّ حالٍ تقديرُه : وانطلقوا يتحاورون أن امْشُوا . ويجوزُ أَنْ تكونَ مصدريةً معمولةً لهذا المقدرِ . وقيل : الانطلاقُ هنا الاندفاعُ في القولِ والكلامِ نحو : انطلق لسانُه ، فأَنْ مفسرةٌ له من غير تضمينٍ ولا حَذْفٍ . والمَشْيُ : الظاهر أنه هو المتعارَفُ . وقيل : بل هو دعاءٌ بكثرة الماشيةِ ، وهذا فاسِدٌ لفظاً ومعنى . أمَّا اللفظُ فلأنَّه إنما يقال من هذا المعنى " أَمْشَى الرجلُ " إذا كَثُرَتْ ماشيَتُه بالألفِ أي : صار ذا ماشيةٍ ، فكان ينبغي على هذا أَنْ يقرأَ " أَمْشُوا " بقطع الهمزةِ مفتوحةً . وأمَّا المعنى فليس مراداً البتةَ ، وأيُّ معنى على ذلك ! !
إلاَّ أنَّ الزمخشريَّ ذكر وجهاً صحيحاً من حيث الصناعةُ وأقربُ معنًى ممَّا تقدَّم ، فقال : " ويجوزُ أنَّهم قالوا : امشُوا أي : اكثروا واجتمعوا ، مِنْ مَشَتِ المرأةُ : إذا كَثُرَتْ وِلادتها ، ومنه الماشيةُ للتفاؤل " . انتهى . وإذا وُقِفَ على " أنْ " وابْتُدِئ بما بعدَها فليُبْتَدَأْ بكسرِ الهمزةِ لا بضمِّها لأنَّ الثالثَ مكسورٌ تقديراً إذ الأصل : امْشِيُوا ثم أُعِلَّ بالحَذْفِ . وهذا كما يُبْتدأ بضم الهمزةِ في قولك " اغْزِي يا امرأةُ " . وإنْ كانت الزايُ مكسورةً لأنَّها مضمومةٌ في الأصل إذ الأصل : اغْزُوِي كاخْرُجي فأُعِلَّ بالحذفِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.