تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ} (6)

{ وانطلق الملأ منهم . . . } : وذلك أن رهطا من أشراف قريش مشوا إلى أبي طالب ؛ فقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا وسيدنا ، وقد رأيت ما فعلت هذه السفهة –يعنون : المؤمنين- وقد أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك ! فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هؤلاء قومك يسألونك السواء ؛ فلا تمل كل الميل على قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ماذا تسألونني " ؟ فقالوا له : ارفضنا من ذكرك وارفض آلهتنا ، وندعك وإلهك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمعطي أنتم كلمة واحدة تدين لكم بها العرب والعجم ؟ " فقال أبو جهل : لله أبوك نعم ، وعشرا معها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قولوا : لا إله إلا الله " فنفروا منها وقاموا وقالوا : { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } . وانطلقوا وهم يقولون :من علم أن نبيا يخرج في زماننا هذا ، { أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد } .