الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ} (6)

قوله تعالى ذكره : { وانطلق الملأ منهم أن إمشوا } – إلى قوله – { قبل يوم الحساب }[ 5-16 ] .

أي : وانطلق الأشراف من مشركي قريش القائلين : { اجعل الآلهة إلها واحدا } ، يقولون للعوام : أمشوا واصبروا على عبادة آلهتكم ، أي : اصبروا على دين آبائكم .

وكان لهم يومئذ ثلاث مائة صنم وستون صنما/ يعبدونها من دون الله سبحانه وروي أن قائل ذلك كان عاقبة بن أبي معيط{[58047]} .

وقوله : { أن إمشوا } معناه : تناسلوا ، كأنه دعا لهم بالنماء وهو من{[58048]} قول العرب : مشى الرجل وأمشى إذا كثرت ماشيته ، وأمشت المرأة : كَثُر ولدها .

قال الشاعر :

. . . . *** والشاة لا تمشى على الهمَلَّعِ{[58049]}

أي : لا تنهى على الذنب . ( والهملع : الذئب ){[58050]} .

ثم قال عنهم إنهم قالوا : { إن هذا لشيء يراد } ، أي : لشيء يريد بنا{[58051]} محمد – صلى الله عليه وسلم – يطلب علينا الاستعلاء به ، وأن يكون له فينا اتباع .


[58047]:هو عقبة بن أبان ذكوان بن أمية بن عبد شمس، من مُقَدَّمي قريش في الجاهلية كتنيته: أبو الوليد. قتل يوم بدر على الكفر سنة 2 هـ. انظر: الكامل لابن الأثير 2/27، والأعلام للزركلي 4/240، وهذا القول قاله سفيان الثوري في تفسيره: 256 عن مجاهد، وجامع البيان 23/80 والمحرر الوجيز 14/10، والدر المنثور 7/146 عن مجاهد.
[58048]:في طرة (ح).
[58049]:وصدر: لا تأمريني ببنات أسفع *** ... أنشده ابن سيده. انظر: لسان العرب مادة: هملع. وفيه (لا تَمشيَ مَعَ الهَمَلَّعِ عوض (لاُ تُمشََى على الهَمَلَّعِ).
[58050]:(ح): والذنب الهملع.
[58051]:ساقط من (ح).