بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ} (6)

{ وانطلق الملأ مِنْهُمْ } : قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : أخبرنا الثقة بإسناده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : " لما مرض أبو طالب ، دخل عليه نفر من قريش ، فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ، ويقول ويقول ، ويفعل ويفعل ، فأرسل إليه ، فانهه عن ذلك ، فأرسل إليه أبو طالب ، وكان إلى جنب أبي طالب موضع رجل ، فخشي أبو جهل إن جاء النبي صلى الله عليه وسلم يجلس إلى جنب عمه ، أن يكون أرق له عليه . فوثب أبو جهل ، فجلس في ذلك المجلس ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد مجلساً إلا عند الباب . فلما دخل ، قال له أبو طالب : يا ابن أخي إن قومك يشكونك ، ويزعمون أنك تشتم آلهتهم ، وتقول وتقول ، وتفعل وتفعل . فقال : «يَا عَمُّ إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً ، تُدِينُ لَهُمْ بِهَا العَرَبُ ، وَتُؤَدِي إليهِم بِهَا العَرَبُ والعَجَمُ الجِزْيَةَ » فقالوا : وما هي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لاَ إله إلاَّ الله » فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم ، ويقولون : { أَجَعَلَ الآلهة إلها واحدا إِنَّ هذا لشيء عُجَابٌ وانطلق الملا مِنْهُمْ } يعني : الأشراف من قريش { أَنِ امشوا } يعني : امكثوا { واصبروا } يعني : اثبتوا { على آلِهَتِكُمْ } يعني : على عبادة آلهتكم { إِنَّ هذا لشيء يُرَادُ } يعني : لأمر يراد كونه بأهل الأرض . ويقال : إن هذا لشيء يراد . يعني : لا يكون ولا يتم له .