تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا} (16)

ثم ذكر البكرين اللذين لم يحصنا ، فقال عز وجل : { واللذان يأتيانها منكم } ، يعني الفاحشة ، وهو الزنا ، منكم { فآذوهما } باللسان ، يعني بالتعيير والكلام القبيح بما عملا ، ولا حبس عليهما ، لأنهما بكران ، فيعيران ليندما ويتوبا ، يقول الله عز وجل : { فإن تابا } من الفاحشة { وأصلحا } العمل فيما بقي ، { فأعرضوا عنهما } ، يعني فلا تسمعوهما الأذى بعد التوبة ، { إن الله كان توابا رحيما } .

ثم أنزل الله عز وجل في البكرين : { فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة } ، ( النور : 2 ) ، فنسخت هذه الآية التي في النور : { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة } ، فلما أمر الله عز وجل بالجلد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الله أكبر ، جاء الله بالسبيل ، البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة ، والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة" ، فأخرجوا من البيوت ، فجلدوا مائة وحدوا ، فلم يحبسوا ، فذلك قوله عز وجل { أو يجعل الله لهن سبيلا } ، يعني مخرجا من الحبس بجلد البكر ورجم المحصن .