جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا} (16)

{ واللذان } أي : الرجل والمرأة { يأتيانها } أي : الفاحشة { مِنْكُمْ فَآَذُوهُمَا } بالشتم والتعيير والضرب بالنعال وكان الحكم كذلك حتى نسخ ، وعن بعضهم : أنها نزلت في الفتيان قبل أن يتزوجوا أو في الرجلين إذا عملا عمل قوم لوط{[959]} والظاهر أن الإيذاء مشترك بين الرجل والمرأة والحبس خاصة المرأة ، فإن تابا أزيل الإيذاء عنهما وبقي الحبس عليها ، وقيل : هذه الآية سابقة على الأولى نزولا ، وكانت عقوبة الزناة الأذى ثم الحبس ثم الجلد { فإن تابا } من الفاحشة { وأصلحا } العمل { فأعرضوا عنهما } اتركوا أذاهما ولا تعنفوهما بعدُ بكلام قبيح { إن الله كان توّاباً رحيماً } .


[959]:وظاهر القرآن يناسب قول مجاهد أن اللاتي في السحاقات واللذان في اللواط/12 وجيز.