الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا} (16)

قوله : ( وَاللذَانِ يَاتِيَانِهَا مِنكُمْ فَأَذُوهُمَا ) الآية [ 16 ] .

المعنى عند الطبري( {[11859]} ) : الرجل والمرأة اللذان يأتيان الفاحشة منكم أي : من رجالكم ( فَأَذُوهُمَا )( {[11860]} ) ، قيل( {[11861]} ) : يعني بذلك غير المحصن ، وبالذي قبلها : المحصنان . وقيل( {[11862]} ) : عنى بذلك الرجلان الزانيان .

وقيل( {[11863]} ) : هذه الآية والتي قبلها منسوخة بالحدود ، وعليه العمل عند الصحابة والعلماء . وقيل( {[11864]} ) : هي ناسخة لما قبلها ومنسوخة بالحدود( {[11865]} ) .

ومعنى ( فَأَذُوهُمَا ) فسبوهما وعيروهما ، ونحوهما( {[11866]} ) .

وقال ابن عباس : معناها : يؤذيان باللسان ويضربان بالنعال( {[11867]} ) .

والسبيل في الآية التي قبلها هي الحدود التي نزلت في النور .


[11859]:- (ج): البصري.
[11860]:- انظر: جامع البيان 4/295-296.
[11861]:- يعزى إلى السدي وابن زيد في جامع البيان 4/295.
[11862]:- وهو رأي لمجاهد كما في جامع البيان 4/295.
[11863]:- هو قول لمجاهد كما في تفسيره 1/149.
[11864]:- يعزى لقتادة في جامع البيان.
[11865]:- هي ناسخة لما قبلها أي لقوله تعالى: (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) وقوله: (وَالذَانِ يَاتِيَانِهَا مِنكُمْ) فصار حكم الزانيين الضرب بالنعال والأذى بالقول، ثم نسخ ذلك بالجلد. انظر: الإيضاح في الناسخ 179-181 ونواسخ القرآن 120-122.
[11866]:- (فآذوهما) أي: غرروهما ويقال: حدوهما. انظر: تفسير الغريب 122.
[11867]:- (ج): النعل. وانظر: جامع البيان 4/296.