بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا} (16)

ثم ذكر في الآية حد البكر فقال : { واللذان } لم يحصنا { يأتيانها } يعني الفاحشة { مّنكُمْ } يعني من الأحرار المسلمين { فَآذُوهُمَا } باللسان ، يعني بالتعيير بما فعلا ليندما على ما فعلا { فَإِن تَابَا } من بعد الزنى { وَأَصْلَحَا } العمل { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا } أي فلا تسمعوهما الأذى بعد التوبة { إِنَّ الله كَانَ تَوَّاباً } أي متجاوزاً { رَّحِيماً } بهما . ثم نسخ الحبس والأذى بالرجم والجلد ، وإنما كان التعيير في ذلك الزمان لأن التعيير حل محل الجلد ، وأما اليوم فلا ينفعهم التعيير . وروي عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال : { واللاتي يأتين الفاحشة } ( من نسائكم ) { واللذان يأتيانها منكم } كان ذلك في أول الأمر ، ثم نسخ بالآية التي في سورة النور . قرأ ابن كثير : ( واللذان ) بتشديد النون ، لأن الأصل ( اللذيان ) . فحذف الياء وأقيم التشديد مقامه ، وقرأ الباقون بالتخفيف .