فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا} (16)

{ واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما }

قال مجاهد وغيره : الآية الأولى في النساء عامة محصنات وغير محصنات ، والآية الثانية في الرجال خاصة ، وبين بلفظي التثنية صنفي الرجال من أحصن ومن لم يحصن ؛ فعقوبة النساء الحبس ، وعقوبة الرجال الأذى ؛ وقال قتادة والسدي : { فآذوهما } ونحوهما ؛ وقال ابن عباس : النيل باللسان والضرب بالنعال ؛ { فإن تابا } _أي من الفاحشة ؛ { وأصلحا } يعني العمل فيما بعد ذلك ؛ { فأعرضوا عنهما } أي اتركوا أذاهما وتعييرهما ؛ وإنما كان هذا قبل نزول الحدود ؛ فلما نزلت الحدود نسخت هذه الآية ؛ وليس المراد بالإعراض الهجرة ، ولكنها متاركة مُعرض ؛ وفي ذلك احتقار لهم بسبب المعصية المتقدمة ، وبحسب الجهالة في الآية الأخرى ؛ والله تواب أي راجع بعباده عن المعاصي_( {[1332]} ) .


[1332]:من الجامع لأحكام القرأن.