قوله سبحانه : { إذ قال الله يا عيسى ابن مريم } في الآخرة ، { اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك } ، يعني مريم ، عليهما السلام ، { إذ أيدتك بروح القدس } ، فالنعمة على عيسى حين أيده بروح القدس ، يعني جبريل ، عليه السلام ، { تكلم الناس في المهد } صبيا { و } تكلمهم { وكهلا وإذ علمتك الكتاب } ، يعني خط الكتاب بيده ، { والحكمة } ، يعني الفهم والعلم ، { والتوراة والإنجيل } ، يعني علم التوراة والإنجيل ، وجعله نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل ، { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير } ، يعني الخفاش ، { بإذني فتنفخ فيها } ، يعني في الهيئة ، { فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه } ، يعني الأعمى الذي يخرج من بطن أمه أعمى ، { و } يبرئ { والأبرص } ، يمسحها بيده فيبرئها { بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني } أحياء ، { وإذ كففت بني إسرائيل عنك } ، أي عن قتلك ، { إذ جئتهم بالبينات } ، وهي أحياء سام بن نوح بإذن الله .
فيقوم عيسى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بهؤلاء الكلمات خطيبا على رءوس الخلائق ، ويخطب إبليس ، لعنه الله ، على أهل النار بهذه الآية : { إن الله وعدكم . . . } إلى قوله : { بمصرخكم } ، يعني بمانعكم من العذاب ، { وما أنتم بمصرخي } ، يعني بمانعي من العذاب ، { إني كفرت } ، يعني تبرأت { بما أشركتمون من قبل } ( إبراهيم : 22 ) ، أي في الدار الدنيا ، وأما النعمة على مريم ، عليها السلام ، فهي أنه اصطفاها ،
يعني اختارها ، وطهرها من الإثم ، واختارها على نساء العالمين ، وجعلها زوجة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة .
قوله سبحانه : { تكلم الناس في المهد } ، يعني تكلم بني إسرائيل صبيا في المهد حين جاءت به أمه تحمله ، ويكلمهم كهلا حين اجتمع واستوت لحيته ، { وإذ علمتك الكتاب } ، يعني خط الكتاب بيده ، { والحكمة } ، يعني الفهم والعلم ، وإذ علمتك التوراة والإنجيل ، { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير } ، يعني الخفاش ، { فتنفخ فيها } ، يعني في الهيئة ، { فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه } الذي يخرج من بطن أمه أعمى ، فكان عيسى ، عليه السلام ، يرد إليه بصره بإذن الله تعالى ، فيمسح بيده عليه ، فإذا هو صحيح بإذن الله ، وأحيا سام بن نوح بإذن الله ، حيث كلمه الناس ، ثم مات فعاد كما كان ، { وإذ كففت بني إسرائيل عنك } ، يعني عن قتلك حين رفعه الله عز وجل إليه ، وقتل شبيهه ، وهو الرقيب الذي كان عليه ، { إذ جئتهم بالبينات } يعني بالعجائب التي كان يصنعها من إبراء الأكمه والأبرص والموتى والطير ونحوه .
{ فقال الذين كفروا } ، منهم يعني من اليهود من بني إسرائيل ، { إن هذا إلا سحر مبين } ، آية يعني ما هذا الذي يصنع عيسى من الأعاجيب إلا سحر مبين ، يعني بين ، نظيرها في الصف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.