الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَۖ وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ بِإِذۡنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِيۖ وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ كَفَفۡتُ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَنكَ إِذۡ جِئۡتَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (110)

قوله : { إذ{[18681]} قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي{[18682]} } الآية [ 112 ] .

قرأ ابن محيصن{[18683]} { إذ أيدتك }{[18684]} ، وكذلك روي عن مجاهد{[18685]} ، وهما لغتان{[18686]} .

والمعنى : واحذروا يوم يجمع الله { الرسل }{[18687]} ، فيقول كذا وكذا ، إذ قال الله يا عيسى ابن مريم{[18688]} .

( و ){[18689]} قوله : { أيدتك ){[18690]} بروح القدس } أي : أعنتك بجبريل{[18691]} . وقوله : { وإذ علمتك الكتاب } هو الخط ، { والحكمة } : الفهم بمعاني الكتاب ، { والتوراة } : هو ما أنزل على موسى ، { والإنجيل } وهو الذي أنزل عليه ، ومعنى { بإذني } : أي : بعوني لك{[18692]} .

ومعنى { تخلق }{[18693]} تعمل{[18694]} وقيل : تُقَدِّر{[18695]} .

{ وتبرئ الأكمه } هو الذي يولد أعمى ، وقيل : يكون الأكمه أيضا ( الذي ){[18696]} يعمى بعد البصر{[18697]} .

{ وإذ تخرج الموتى } أي : تخرجهم أحياء من قبورهم{[18698]} ، { بإذني } أي : بعوني{[18699]} { وإذ كففت بني إسرائيل عنك }{[18700]} أي : منعتهم{[18701]} إذ هموا بقتلك لما جئتهم بالبينات . وهذا كله تعديد نِعم الله على عيسى . والبينات : الأدلّة المعجزة الدّالّة على نبوتك{[18702]} .

{ إن هذا إلا سحر مبين } : من قرأ { سحر }{[18703]} فمن أجل أن بَعْدَه { مبين } ، والسحر مما يوصف بالبيان{[18704]} .

ومعنى { سحر }أي : عمله ، وما أظهره سحر{[18705]} . ومن قرأ : ( ساحر ){[18706]} ، فلأن المذكور في الكلام هو عيسى{[18707]} ، وليس مما يوصف بأنه سحر ، لأن الإنسان لا يكون سحرا ، إنما يكون ساحرا ، وكل ساحر لا يسمى بذلك حتى يعمل السحر ، وكل من أضيف إليه سحر فهو ساحر{[18708]} فالقراءتان متقاربتان{[18709]} .

والكهل : ابن أربعين سنة{[18710]} ، وقيل : ابن{[18711]} أربع وثلاثين سنة{[18712]} .

ومعنى النعمة{[18713]} على عيسى في أن يكلم الناس كهلا : أنه مد في عمره إلى أن بلغ{[18714]} الكهولية{[18715]} .


[18681]:ب ج د: وإذ.
[18682]:ج د: نعمتي عليك.
[18683]:ج د: محصين.
[18684]:في جميع النسخ: (إذا ايدتك). ولعل المد الأول للهمزة، والثاني للمد.
[18685]:وكذا في أبي عمرو في إعراب النحاس 1/528، وانظر: قراءة مجاهد في معاني الفراء 1/325، وتفسير الطبري 11/214، وفي مختصر ابن خالويه 35 كما ورد هنا.
[18686]:انظر: تفسير الطبري 11/213 و 214.
[18687]:ساقط من أ.
[18688]:انظر: تفسير الطبري 11/212.
[18689]:ساقطة من ب ج د.
[18690]:ساقطة من ب ج د.
[18691]:انظر: تفسير الطبري 11/214، ومعاني الزجاج 218 و219.
[18692]:انظر: تفسير الطبري 11/215.
[18693]:ب: وتخلق.
[18694]:في تفسير ابن كثير 2/119: 0أي: تصوره وتشكله9.
[18695]:في هامش أو تعليق تتعذر قراءته بفعل الخرم د: تقدير. وهو قول النحاس في إعرابه 1/529.
[18696]:الظاهر من الطمس أنها ساقطة من أ.
[18697]:القولان في تفسير (الأكمه) للخليل في معاني الزجاج 2/219، وإعراب النحاس 1/529. وينظر: تفسير الطبري 11/15.
[18698]:انظر: المحرر 5/232.
[18699]:انظر: التفسير الكبير 13/126 و127.
[18700]:ب: عنك إذ جئتهم.
[18701]:ب: متعتهم.
[18702]:انظر: تفسير الطبري 11/216، وهي حجة أبي عمرو في حجة ابن زنجلة 240، وفي الكشف 1/421، وذكره مكي في إعرابه 244.
[18703]:هي قراءة ابن كثير وعاصم ونافع وأبي عمرو وابن عامر في السبعة 249، وأبي جعفر ويعقوب أيضا في المبسوط 189.
[18704]:انظر: تفسير الطبري 11/216 وهي حجة أبي عمرو في حجة ابن زنجلة 240، والكشف 1/421، وذكره مكي في إعرابه 244.
[18705]:انظر: التحرير 7/103.
[18706]:هي قراءة حمزة والكسائي في السبعة 249، وفي المبسوط 189.
[18707]:انظر: تفسير الطبري 11/216 وهي حجة أبي عمرو في حجة ابن زنجلة 240، والكشف 1/421، وذكره مكي في إعرابه 244.
[18708]:انظر: حجة ابن زنجله 240.
[18709]:ج د: متفقتان، وفي تفسير الطبري 11/216: (وذلك أن كل من كان موصوفا بفعل السحر، فهو موصوف بأنه ساحر) والعكس صحيح. وانظر: الكشف 1/421 و422.
[18710]:هو قول ابن أبي ثابت في إعراب النحاس 1/529.
[18711]:ب: إن.
[18712]:(وقيل: هو من أربع وثلاثين إلى أحدى وخمسين) اللسان: كهل.
[18713]:مطموسة في أ د: النعمة.
[18714]:مطموسة في أ ج: يبلغ. د: بلغ في.
[18715]:انظر: معاني الزجاج 2/219.