تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ} (112)

ثم قال : { وكذلك } ، يعني وهكذا ، { جعلنا لكل نبي عدوا } من قومه ، يعني أبا جهل عدوا للنبي صلى الله عليه وسلم ، كقولهم في الفرقان : { وقالوا مال هذا الرسول . . . } ( الفرقان : 7 ) إلى آخر الآية .

قوله : { شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض } ، وذلك أن إبليس وكَّل شياطين بالإنس يضلونهم ، ووكَّل شياطين بالجن يضلونهم ، فإذا التقى شيطان الإنس مع شيطان الجن ، قال أحدهما لصاحبه : إني أضللت صاحبي بكذا وكذا ، فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا ، فذلك قوله : { يوحي بعضهم إلى بعض } .

يقول : يزين بعضهم { زخرف القول غرورا } ، يقول : ذلك التزيين بالقول باطل ، يغرون به الإنس والجن ، ثم قال : { ولو شاء ربك ما فعلوه } ، يقول : لو شاء الله لمنعهم عن ذلك ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { فذرهم } ، يعني خل عنهم ، يعني كفار مكة ، { وما يفترون } من الكذب .