وقوله : { وكذلك جعلنا لكم شيء عدوا شياطين الإنس{[21471]} } الآية [ 113 ] .
{ عدوا } مفعول أول ل( جعلنا ) ، و{ لكل نبي } : المفعول الثاني ، و( شياطين ) بدل من { عدوا }{[21472]} . ويجوز{[21473]} أن يكون ( شياطين ) مفعولا ثانيا ، و( عَدُوّاً ){[21474]} أولا{[21475]} .
حكى سيبويه أن ( ( جَعَلَ ) بمعنى : ( وَصَفَ ) ){[21476]} ، فيتعدى إلى مفعولين{[21477]} ، ويكون التقدير : وكذلك جعلنا شياطين الإنس والجن أعداء للأنبياء .
{ غرورا } مصدر ، أي : يغرون غرورا{[21478]} . ويجوز أن يكون في موضع الحال{[21479]} . ومعنى الآية : أنه فيها حذف ، والمعنى : وكما جعلنا لك – يا محمد – ولأمتك شياطين الإنس والجن أعداء يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، كذلك جعلنا لكل من تقدمك من الأنبياء وأممهم{[21480]} . وهذا تسلية للنبي عليه السلام فيما لقي من ( كفر ){[21481]} قومه{[21482]} .
ومعنى ( شياطين{[21483]} الإنس ( والجن ){[21484]} : قال السدي : للإنس شياطين تضلهم ، ومثله للجن ، فيَلقى شيطان{[21485]} الإنسي{[21486]} شيطان{[21487]} الجني{[21488]} ، فيقول أحدهما للآخر : ( إني قد أضللت صاحبي بكذا وكذا ، ( فأضلل أنت ){[21489]} صاحبك بذلك ) ، فيُعَلم بعضهم بعضا ، فشياطين الإنس من الجن ، وشياطين الجن من الجن . وكذلك قال عكرمة{[21490]} .
وقيل : المعنى : أن مردة{[21491]} الإنس شياطين ، ومثل ذلك من مردة الجن ، يوحي بعضهم إلى بعض من القول ما يؤذونهم{[21492]} به{[21493]} . وقال مجاهد : شياطين الإنس : كفارهم /{[21494]} ، وشياطين الجن : كفارهم{[21495]} .
والشيطان{[21496]} – في اللغة – هو المتمرد في معاصي الله{[21497]} .
ومعنى { زخرف القول } هو تزيين الباطل ، يُقال : ( زخرف باطله ) : إذا حسَّنه{[21498]} ، فهو تزيين{[21499]} الباطل بالألسنة{[21500]} .
قوله : { ولو شاء ربك ما فعلوه } أي{[21501]} لو شاء الله ما فعل هؤلاء الشياطين العداوة بالأنبياء{[21502]} وأممهم{[21503]} ، ولكن لم يشأ ذلك ليبتلي{[21504]} بعضهم ببعض ، فيستحق كل فريق منهم ما سبق له في ( أم ){[21505]} الكتاب{[21506]} .
والهاء في قوله : { ما فعلوه } تعود على الإيحاء{[21507]} لدلالة ( يوحي ) عليه{[21508]} ، وقيل : على العداوة{[21509]} وذكر لأن التأنيث غير حقيقي .
وقوله : { فذرهم } أي : دعهم وافتراءهم{[21510]} . هذا{[21511]} في معنى التهديد{[21512]} والوعيد{[21513]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.