تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ} (111)

ثم أخبر عما علمه فيهم ، فقال : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة } ، وأخبروهم أن محمدا رسول كما سألوا ، لقولهم في الفرقان : { لولا أنزل علينا الملائكة } ( الفرقان : 21 ) ، يعني المستهزئين من قريش ، أبا جهل وأصحابه ، ثم قال : { وكلمهم الموتى } ، لقولهم : ابعث لنا رجلين أو ثلاثة من آبائنا ، فنسألهم عما أمامهم مما تحدثنا أنه يكون بعد الموت أحق هو ؟

ثم قال : { وحشرنا عليهم كل شيء قبلا } ، يعني :عيانا ، قال أبو محمد : ومن قرأه : "قبلا" ، أراد قبيلا قبيلا ، رواه عن ثعلب ، فعاينوه كله ، فلو فعلت هذا كله ، فأخبروهم بأن الذي يقول محمد حق ، { ما كانوا ليؤمنوا } ، يعني ليصدقوا ، { إلاأن يشاء الله } لهم الإيمان ، { ولكن أكثرهم } أكثر أهل مكة { يجهلون } .