الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (112)

وقوله عز وجل : { فاستقم كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ } [ هود : 112 ] .

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستقامة ، وهو عليها إِنما هو أمر بالدَّوَام والثبوت ، وهو أمر لسائر الأمَّة ، وروي أنَّ بعض العلماء رأَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في النوْمِ ، فقال : يَا رَسُولَ اللَّه ، بَلَغَنَا عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ : ( شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا ) ، فَمَا الَّذِي شَيَّبَكَ مِنْ هُودٍ ؟ فَقالَ لَهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { فاستقم كَمَا أُمِرْتَ } .

قال ( ع ) : والتأويل المشهور في قوله عليه السلام : ( شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا ) أَنه إِشارة إِلى ما فيها مما حَلَّ بالأُممِ السالفةِ ، فكأَنَّ حَذَرَهُ على هذه مِثْلَ ذلك شَيَّبه عليه السلام .