الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (112)

{ فَاسْتَقِمْ } يا محمد على أمر ربك والعمل به والدعاء إليه { كَمَآ أُمِرْتَ } أن لا تشرك بي شيئاً وتوكّل عليّ مما ينوبك ، قال السدّي : الخطاب له صلى الله عليه وسلم والمراد أُمته .

{ وَمَن تَابَ مَعَكَ } فليستقيموا ، يعني المؤمنين { وَلاَ تَطْغَوْاْ } ولا تجاوزوا أمري ، وقال ابن زيد : ولا تعصوا الله ولا تخالفوه ، وقيل : ولا تتخيّروا .

{ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لا يخفى عليه من أعمالكم شيء ، قال ابن عباس : ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشد ولا أشقّ عليه من هذه الآية ، ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له : لقد أسرع إليك الشيب ، فقال : " شيبتني سورة هود وأخواتها " .