{ وجاءه قومه يهرعون إليه } قال أبو عبيدة : يستحثون إليه كأنه يحث بعضهم بعضاً . وقال الجوهري : الإهراع الإسراع . وأهرع الرجل على ما لم يسم فاعله فهو مهرع إذا كان يرعد من حمى أو غضب أو فزع ، وقيل : إنما لم يسم فاعله للعلم به . والمعنى أهرعه خوفه أو حرصه . ثم بين إسراعهم إنما كان لأجل العمل الخبيث فقال : { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } الفواحش فمرنوا عليها فلذلك جاؤوا مجاهرين لا يكفهم حياء . وقيل : معناه وكان لوط قد عرف عادتهم في ذلك العمل قبل ذلك فأراد أن يقي أضيافه ببناته فقال : { هؤلاء نباتي } عن قتادة : بناته من صلبه . وعن مجاهد وسعيد بن جبير : أراد نساء أمته لأن النبي كالأب لأمته . واختير هذا القول لأن عرض البنات الحقيقيات على الفجار لا يليق بذوي المروءات . ولأن اللواتي من صلبه لا تكفي للجمع العظيم ، ولما روي أنه لم يكن له إلا بنتان وأقل الجمع ثلاثة . والقائلون بالقول الأول قالوا ما دعا القوم إلى الزنا بهن وإنما دعاهم إلى التزوج بهن بعد الإيمان أو مع الكفر ، فلعل تزويج المسلمات من الكفار كان جائزاً كما في أول الإسلام ، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه من عتبة بن أبي لهب وأبي العاص بن الربيع بن عبد العزى - وهما كافران - فنسخ بقوله :
{ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } [ البقرة :221 ] وقيل : كان لهم سيدان مطاعان فأراد أن يزوجهما ابنتيه ، وقيل : إن بناته كن أكثر من ثنتين . ويجوز أن يكون قد عرض البنات عليهم لا بطريق الجد بل طمعاً فيهم أن يستحيوا منه ويرقوا له . و { أطهر } بمعنى الطاهر لأنه لا طهارة في نكاح الرجال { فاتقوا الله } بإيثارهن عليهم { ولا تخزون } ولا تفضحوني من الخزي أو لا تخجلوني من الخزاية وهي الحياء . { في ضيفي } في حق أضيافي فخزي الضيف والجار يورث للمضيف العار والشنار . والضيف يستوي فيه الواحد والجمع ويجوز أن يكون مصدراً . { أليس منكم رجل رشيد } صالح أو مصلح مرشد يمنتع أو يمنع عن مثل هذا العمل القبيح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.