قوله عز وجل : { وجاءه قومُه يهرعون إليه } أي يسرعون ، والإهراع بين الهرولة والجمزى . قال الكسائي والفراء : لا يكون الإهراع إلا إسراعاً مع رعدة{[1379]} .
وكان سبب إسراعهم إليه أن امرأة لوط أعلمتهم بأضيافه وجَمالهم فأسرعوا إليه طلباً للفاحشة منهم .
{ ومن قبل كانوا يعملون السيئات } فيه وجهان :
أحدهما : من قبل إسراعهم إليه كان ينكحون الذكور ، قاله السدي .
الثاني : أنه كانت اللوطية في قوم لوط في النساء قبل الرجال بأربعين سنة ، قاله عمر بن أبي زائدة .
{ قال يا قوم هؤلاء بناتي هُنَّ أطهر لكم } قال لهم لوط ذلك ليفتدي أضيافه منهم .
أحدهما : أنه أراد نساء أمته ولم يرد بنات نفسه . قال مجاهد وكل نبي أبو أمّته وهم أولاده . وقال سعيد بن جبير : كان في بعض القرآن : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم .
الثاني : أنه أراد بنات نفسه وأولاد صلبه لأن أمره فيهن أنفذ من أمره في غيرهن ، وهو معنى قول حذيفة بن اليمان .
فإن قيل : كيف يزوجهم ببناته مع كفر قومه وإيمان بناته ؟
أحدها : أنه كان في شريعة لوط يجوز تزويج الكافر بالمؤمنة ، وكان هذا في صدر الإسلام جائزاً حتى نسخ ، قاله الحسن .
الثاني : أنه يزوجهم على شرط الإيمان كما هو مشروط بعقد النكاح .
الثالث : أنه قال ذلك ترغيباً في الحلال وتنبيهاً على المباح ودفعاً للبادرة من غير بذل نكاحهن ولا بخطبتهن ، قاله ابن أبي نجيح{[1380]} .
{ هن أطهر لكم } أي أحل لكم بالنكاح الصحيح .
{ فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : لا تذلوني بعار الفضيحة ، ويكون الخزي بمعنى الذل . الثاني : لا تهلكوني بعواقب فسادكم ، ويكون الخزي بمعنى الهلاك . الثالث : أن معنى الخزي هاهنا الاستحياء ، يقال خزي الرجل إذا استحي ، قال الشاعر :
من البيض لا تخزى إذا الريح ألصقت *** بها مِرطها أو زايل الحلي جيدها
والضيف : الزائر المسترقد ، ينطلق على الواحد والجماعة ، قال الشاعر :
لا تعدمي الدهر شفار الجازر *** للضيف والضيف أحق زائر
{ أليس منكم رجلٌ رشيد } فيه وجهان : أحدهما : أي مؤمن ، قاله ابن عباس . الثاني : آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر ، قاله أبو مالك . ويعني : رجل رشيد ليدفع عن أضيافه ، وقال ذلك تعجباً من اجتماعهم على المنكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.