غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ} (77)

69

{ ولما جاءت رسلنا } المذكورون { لوطاً سيء بهم } أصله " سوىء " لأنه من ساءه يسوءه نقيض سره يسره ، نقلت الكسرة إلى الفاء وأبدلت العين ياء ، ومن قرأ { سيء } بإبدال العين ياء مكسورة فلكراهة اجتماع الواو والهمزة . { وضاق بهم ذرعاً } قال الأزهري : الذرع يوضع موضع الطاقة وأصله أن البعير يذرع بيده في سيره على قدر سعة خطوه ، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه عن ذلك فجعل ضيق الذرع عبارة عن قلة الوسع والطاقة ، وربما قالوا ضقت بالأمر ذرعاً . { وقال هذا يوم عصيب } أي شديد من العصب الشد كأنه أريد اشتداد ما فيه من الأمور . عن ابن عباس : انطلقوا من عند إبراهيم إلى لوط وبين القريتين أربعة فراسخ ودخلوا عليه على صورة شباب مرد من بني آدم في غاية الحسن ، ولم يعرف لوط أنهم ملائكة الله فساءه مجيئهم واغتم لذلك لأنه خاف عليهم خبث قومه وأن يعجز عن مقاومتهم . وقيل : سبب المساءة أنه لم يكن قادراً على القيام بحق ضيافتهم لأنه ما كان يجد ما ينفق عليهم . وقيل : السبب أن قومه منعوه عن إدخال الضيف داره . وقيل : عرف أنهم ملائكة جاؤوا لإهلاك قومه فرق قلبه على قومه . والصحيح هو الأول . يروى أنه تعالى قال لهم : لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات . فلما مشى معهم منطلقاً به إلى منزله قال لهم : أما بلغكم أمر هذه القرية قالوا : وما أمرهم ؟ قال : أشهد بالله إنها لشر قرية في الأرض عملاً - يقول ذلك أربع مرات - فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد فخرجت امرأته فأخبرت بهم قومها فذلك قوله : { وجاءه قومه يهرعون إليه } .

/خ69