ثم قال لامرأته : ويحك ، قومي واخبزي ، ولا تعلمي أحداً . وكانت امرأته كافرة منافقة ، فانطلقت تطلب بعض حاجاتها ، وجعلت لا تدخل على أحد إلا أعلمته ، وتقول : إن عندنا قوماً من هيئتهم كذا وكذا . فلما علموا بذلك ، جاؤوا إلى باب لوط . فذلك قوله تعالى : { وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } يعني : يسرعون إليه ، وهو مشي بين المشيتين ، ويقال : يدفعون إليه دفعاً ، ويقال يشتدون إليه شداً ، { وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات } يعني : من قبل أن يبعث إليهم لوط ، ويقال : من قبل إتيان الرسل ، كانوا يعملون الفواحش ، وهي اللواطة والكفر ، فلما أرادوا الدخول ، { قَالَ } لهم لوط : { قَالَ ياقوم هَؤُلاء بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } يعني : أحل لكم من ذلك ، وكان لوط يناظرهم ، ويقول : هن أطهر لكم ، وكان جبريل مع أحد عشر من الملائكة ، وكسروا الباب ، فضرب أعينهم .
قال الضحاك : { هؤلاءآء بَنَاتِى } عرض عليهم بنات قومه . وقال قتادة : أمرهم لوط أن يتزوجوا النساء ، وقال : هن أطهر لكم ، ولم يعرض عليهم بناته . وروى سفيان عن ليث ، عن مجاهد ، قال : لم يكنَّ بناته ، ولكن كُنَّ من أمته ، وكل نبي هو أب أمته . وروي عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ : { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ وأزواجه أمهاتهم وَأُوْلُو الارحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِى كتاب الله مِنَ المؤمنين والمهاجرين إِلاَّ أَن تفعلوا إلى أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِى الكتاب مَسْطُوراً } [ الأحزاب : 6 ] وهو أب لهم ، وهي قراءة أبي بن كعب . وهكذا قال سعيد بن جبير : إنه أراد بنات أمته .
ويقال : إن رؤساءهم كانوا خطبوا بناته ، وكان يأبى ، فقال لهم : إني أزوجكم بناتي ، هنّ أطهر لكم من الحرام ، وكان النكاح بين الكافر والمسلم جائزاً { فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى } يقول : لا تفضحوني في أضيافي { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } يعني : مرشداً صالحاً يزجركم عن هذا الأمر . ويقال : رجل عاقل ، ويقال : رجل على الحق يستحي مني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.