غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا} (12)

1

{ ثم بعثناهم } أيقظناهم { لنعلم } ليظهر معلومنا وفعل العلم معلق لما في " أي " من معنى الاستفهام فارتفع { أي الحزبين } على الابتداء وخبره { أحصى } وهو فعل ماض و " ما " في { لما لبثوا } مصدرية أي أحصى { أحداً } للبثهم فيكون الجار والمجرور صفة للأمد فلما قدم صار حالاً منه . وقيل : اللام " زائدة " و " ما " بمعنى الذي وأمداً تمييز والتقدير : أحصى لما لبثوه أمداً والأمد الغاية . وزعم بعضهم أن { أحصى } أفعل تفضيل كما في قولهم " أعدى من الجرب " و " أفلس من ابن المذلق " ، ولم يستصوبه في الكشاف لأن الشاذ لا يقاس عليه . واختلفوا في تعيين الحزبين فعن عطاء عن ابن عباس أن أصحاب الكهف حزب والملوك الذين تداولوا المدينة ملكاً بعد ملك حزب . وقال مجاهد : الحزبان من أصحاب الكهف . وذلك أنهم لما انتبهوا اختلفوا فقال بعضهم : { لبثنا يوماً أو بعض يوم } وقال آخرون : { ربكم أعلم بما لبثتم } وذلك حين حدسوا أن لبثهم قد تطاول . وقال الفراء : إن طائفتين من المسلمين في زمان أصحاب الكهف اختلفوا في مدة لبثهم .

/خ26