غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا} (25)

21

ثم أراد أن يصف أهوال يوم القيامة فقال { ويوم تشقق } أي واذكر يوم تتفتح السماء بسبب غمام يخرج منها وفي الغمام الملائكة فينزلون وفي أيديهم صحائف أعمال العباد : قال الفراء : الباء بمعنى " عن " لأن السماء لا تتشقق بالغمام بل عن الغمام كما يقال : انشقت الأرض عن النبات أي ارتفع التراب عنه عند طلوعه ، وقال القاضي : لا يمتنع أن يجعل الله تعالى الغمام بحيث يشقق السماء باعتماده عليها . عن مقاتل : تشقق سماء الدنيا فينزل أهلها وكذلك تتشقق سماء سماء ، ثم ينزل الكروبيون وحملة العرش ، ثم ينزل الرب تعالى . قال العلماء : هذا نزول الحكم والقضاء لا نزول الذات . وأما نزول الملائكة مع كثرتهم وصغر حجم الأرض بالقياس إلى السماء فقالوا : لا يبعد أن يوسع الله الأرض عرضاً وطولاً بحيث تسع كل هؤلاء . ومن المفسرين من قال : الملائكة يكونون في الغمام وهو سترة بين السماء والأرض ، والله تعالى فوق أهل القيامة . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : تتشقق كل سماء وينزل سكانها فيحيطون بالعالم ويصبرون سبع صفوف حول العالم . والظاهر أن اللام في الغمام للجنس . ومنهم من قال : هي للعهد والمعهود قوله : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظُلَلٍ من الغَمام } وقيل : هو غمام أبيض رقيق مثل الضبابة كما كان لبني إسرائيل في التيه .

ومعنى { تنزيلاً } توكيد للنزول ودلالة على إسراعهم فيه .

/خ50