قوله { وورث سليمان داود } عن الحسن أنه المال لأن النبوة عطية مبتدأة ، وزيف بأن المال أيضاً عطية مبتدأة ولذلك يرث الولد إذا كان مؤمناً ولا يرث إذا كان كافراً أو قاتلاً . ومات المانع من أن يوصف بأنه ورث النبوة لما قام بها عند موته كما يرث الولد المال إذا قام به عند موته . والظاهر أنه أراد وراثة النبوة والملك معاً دليله قوله تشهيراً لنعمة الله ودعاء للناس إلى تصديق المعجزة { يا أيها الناس علمنا منطق الطير } والمنطق يشمل كل ما يصوت به من المفرد والمؤلف مفيداً وغير مفيد ، ومنه قولهم " نطقت الحمامة " . قال المفسرون : إنه تعالى جعل الطير في أيامه مما له عقل وليس كذلك حال الطيور في أيامنا وإن كان فيها ما ألهمه الله تعالى الدقائق التي خصت بالحاجة إليها . يحكى أنه مر على بلبل في شجرة فقال لأصحابه : إنه يقول : إني أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفا أي التراب . وصاحت فاختة فأخبر أنها تقول : ليت الخلق لم يخلقوا . وصاح طاوس فقال : يقول : كما تدين تدان . وأخبر أن الهدهد يقول : استغفروا الله يا مذنبون . والخطاف يقول : قدموا خيراً تجدوه . والرخمة تقول : سبحان ربي الأعلى ملء سمائه وأرضه . والقمريّ يقول : سبحان ربي الأعلى . والقطاة تقول : من سكت سلم . والببغاء تقول : ويل لمن الدنيا همه . والديك يقول : اذكروا الله يا غافلون . والنسر يقول : يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت . والعقاب يقول : في البعد من الناس أنس . ومعنى { من كل شيء } بعض كل شيء . وقال في الكشاف : أراد كثرة ما أوتي كما تقول " فلان يقصده كل أحد " تريد كثرة قاصديه . وإنما قال { علمنا } { وأوتينا } لأنه أراد نفسه وأباه ، ويجوز أن يريد نفسه فقط لا على طريق التكبر بل على عادة الملوك يعظمون أنفسهم لمصلحة التهييب . وقوله { إن هذا لهو الفضل المبين } قول وارد على سبيل الشكر والتحدث بالنعم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " أي أقول هذا شكراً لا فخراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.