غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ ءَامِنُونَ} (89)

67

ثم فصل أعمال العباد وجزاءها بقوله { من جاء بالحسنة فله خير منها } إلى آخر الآيتين . وبيان الخيرية بالأضعاف وبأن العمل منقض والثواب دائم ، وبأن فعل السيد بينه وبين فعل العبد بون بعيد على أن الأكل والشرب إنما هو جزاء الأعمال البدنية ، وأما الأعمال القلبية من المعروفة والإخلاص فلا جزاء لها سوء الالتذاذ بلقاء الله والاستغراق في بحار الجمال والجلال جعلنا الله أهلاً لذلك . وقيل : المراد فله خير حاصل منها . وعن ابن عباس : أن الحسنة كلمة الشهادة التي هي أعلى درجات الإيمان . واعترض عليه بأنه يلزم منه أن لا يعاقب مسلم . وأجيب بأنه يكفي في الخيرية أن لا يكون عقابه مخلداً . ثم وعد المحسنين أمراً آخر وهو قوله { وهم من فزع يومئذ آمنون } وآمن يعدّى بالجار وبنفسه . والتنوين في فزع في إحدى القراءتين إما للنوع وهو فزع نوع العقاب فإن فزع الهيبة والجلال يلحق كل مكلف وهو الذي أثبته في قوله { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } وإما للتعظيم أي من فزع شديد لا يكتنهه الواصف وهو خوف النار آمنون .

/خ93