ثم فصل أعمال العباد وجزاءها بقوله { من جاء بالحسنة فله خير منها } إلى آخر الآيتين . وبيان الخيرية بالأضعاف وبأن العمل منقض والثواب دائم ، وبأن فعل السيد بينه وبين فعل العبد بون بعيد على أن الأكل والشرب إنما هو جزاء الأعمال البدنية ، وأما الأعمال القلبية من المعروفة والإخلاص فلا جزاء لها سوء الالتذاذ بلقاء الله والاستغراق في بحار الجمال والجلال جعلنا الله أهلاً لذلك . وقيل : المراد فله خير حاصل منها . وعن ابن عباس : أن الحسنة كلمة الشهادة التي هي أعلى درجات الإيمان . واعترض عليه بأنه يلزم منه أن لا يعاقب مسلم . وأجيب بأنه يكفي في الخيرية أن لا يكون عقابه مخلداً . ثم وعد المحسنين أمراً آخر وهو قوله { وهم من فزع يومئذ آمنون } وآمن يعدّى بالجار وبنفسه . والتنوين في فزع في إحدى القراءتين إما للنوع وهو فزع نوع العقاب فإن فزع الهيبة والجلال يلحق كل مكلف وهو الذي أثبته في قوله { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } وإما للتعظيم أي من فزع شديد لا يكتنهه الواصف وهو خوف النار آمنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.