{ إذ همت طائفتان منكم } هما حيان من الأنصار : بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس ، وهما الجناحان . { أن تفشلا } والفشل الجبن والخور . والظاهر أنها ما كانت عزيمة ممضاة ولكنها كانت حديث نفس وقلما تخلو النفس عند الشدة من بعض الهلع . فإن ساعدها صاحبها ذم وإن ردها إلى الثبات والصبر فلا بأس بما فعل . وعن معاوية أنه قال : عليكم بحفظ الشعر فقد كدت أضع رجلي في الركاب يوم صفين فما ثبتني إلاّ قوم عمرو بن الأطنابة :
أقول لها إذا جشأت وجاشت *** مكانك تحمدي أو تستريحي
ومما يدل على أن ذلك الهمّ لم يفض إلى حد العصيان قوله تعالى : { والله وليهما } ولو كانت عزيمة لما ثبت معها الولاية . ويجوز أن يراد والله ناصرهما ومتولي أمرهما فما لهما يفشلان ولا يتوكلان على الله { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } والتوكل " تفعل " من وكل أمره إلى فلان إذا اعتمد في كفايته عليه ولم يتوله بنفسه . وفيه إشارة إلى أن الإنسان يجب أن يدفع ما يعرض له من مكروه وآفة بالتوكل على الله ، وأن يصرف الجزع عن نفسه بذلك . عن جابر : فينا نزلت { إذ همت طائفتان } نحن الطائفتان : بنو حارثة وبنو سلمة .
وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله { والله وليهما } أخرجاه في الصحيحين . ومع ذلك قال بعض العلماء : إن الله أبهم ذكرهما وستر عليهما ولا يجوز لنا أن نهتك ذلك الستر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.