غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (85)

81

{ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ { وهو في الآخرة من الخاسرين } حيث فاته الثواب وحصل مكانه العقاب . والخاسرون ههنا هم الكافرون فقط عند أهل السنة ، ومع أصحاب الكبائر عند المعتزلة . وقد يستدل بالآية على أن الإيمان والإسلام واحد إذ لو كان الإيمان غير الإسلام كان غير مقبول ، لأن كل ما هو غير الإسلام ليس بمقبول عند الله للآية . وقد ذكرنا مراراً أن النزاع لفظي لأن الإسلام إن أريد به الانقياد الكلي فلا فرق بينه وبين الإيمان كما في هذه الآية ، وإن أريد به الإقرار باللسان فالفرق بناء على أن الاعتقاد القلبي داخل في مفهوم الإيمان ، وعلى الفرق ورد قوله تعالى :{ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا }[ الحجرات :14 ] .