غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَمَسَخۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمۡ فَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ مُضِيّٗا وَلَا يَرۡجِعُونَ} (67)

45

عن ابن عباس : أراد لمسخناهم قردة وخنازير . وقيل : حجارة . عن قتادة : لأقعدناهم على أرجلهم أو أزمناهم على أرجلهم . والمكان والمكانة واحد أراد مسخاً مجمداً بحيث لا يقدرون أن يرجعوا مكانهم . وإنما قدم الطمس على المسخ تدرّجاً من الأهون إلى الأصعب ، فإن الأعمى قد يهتدي إلى وجوه التصرف بأمارات عقلية أو حسية غير البصر . وأما الممسوخ على مكانه فلا يهتدي إلى شيء أصلاً . ولمثل ما قلنا قدم المضيّ على الرجوع فإن سلوك طريق قد رآه مرة يكون أهون مما لم يره أصلا ، فنفى أوّلاً استطاعة الصعب ثم نفى استطاعة الأهون أيضاً لأجل المبالغة .

/خ83