ثم كرّر التهديد لهم ، فقال : { وَلَوْ نَشَاء لمسخناهم على مكانتهم } المسخ : تبديل الخلقة إلى حجر ، أو غيره من الجماد أو بهيمة ، والمكانة : المكان ، أي : لو شئنا لبدّلنا خلقهم على المكان الذي هم فيه . قيل : والمكانة أخص من المكان كالمقامة والمقام . قال الحسن أي لأقعدناهم { فَمَا استطاعوا مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } أي لا يقدرون على ذهاب ولا مجيء . قال الحسن : فلا يستطيعون أن يمضوا أمامهم ؛ ولا يرجعوا وراءهم ، وكذلك الجماد لا يتقدّم ولا يتأخر . وقيل : المعنى لو نشاء لأهلكناهم في مساكنهم ، وقيل : لمسخناهم في المكان الذي فعلوا فيه المعصية . وقال يحيى بن سلام : هذا كله يوم القيامة . قرأ الجمهور { على مكانتهم } بالإفراد . وقرأ الحسن ، والسلمي ، وزرّ بن حبيش ، وأبو بكر عن عاصم " مكاناتهم " بالجمع . وقرأ الجمهور { مضياً } بضم الميم ، وقرأ أبو حيوة " مضيا " ً بفتحها ، وروي عنه : أنه قرأ بكسرها ، ورويت هذه القراءة عن الكسائي . قيل والمعنى : ولا يستطيعون رجوعاً ، فوضع الفعل موضع المصدر لمراعاة الفاصلة ، يقال : مضى يمضي مضياً : إذا ذهب في الأرض ، ورجع يرجع رجوعاً : إذا عاد من حيث جاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.